asramasreeen3 محمد شعبان
لم تطق تل أبيب صبرًا علي إنكار علاقتها بالجاسوس إيلان جرابيل.. بعد تقديم الجاسوس الإسرائيلي اعترافات تفصيلية حول ما قام به في القاهرة، وشرعت فورا في محاولات استرداده قبل محاكمته بعرض صفقة استبدال الجاسوس بثلاثة من السجناء المصريين في السجون الإسرائيلية وهو العرض الذي لم تبد وزارة الخارجية المصرية أي اهتمام به.
العرض الإسرائيلي نكأ جرحا غائرًا أخفاه نظام مبارك طوال 30 عاما، وهو جرح المصريين المحتجزين في سجون إسرائيل، ويبلغ عددهم حسب آخر تقدير 21 سجينا يعيشون حياة بطعم الموت، دفعتهم لإطلاق رسالة استغاثة - من داخل محبسهم أواخر الأسبوع الماضي وبالتحديد في 15 يونيه - بالثوار في مصر، نشرها مركز الأسري للدراسات الفلسطيني. وكشفت الرسالة عن أسماء الأسري وحالتهم في السجون وأن بعضهم أوشك علي الموت من شدة الاذلال.. وهم مساعد إبراهيم بريكات والذي أسر بتاريخ 18 يناير عام 2006 وهو متزوج ولديه ابنة ومحكوم عليه بالسجن 12 عاما، وعيد عويضة سواركة والذي تم اعتقاله عام 2004، وهو متزوج وله العديد من الأبناء ومحكوم بالسجن 13 عاما، وصباح سويلم ترابين والذي اعتقل في عام 2006 وهو يعاني من مرض عصبي من شدة التعذيب الذي تعرض له علي أيدي الإسرائيليين ومحكوم بالسجن 6 أعوام.
شملت قائمة الأسري مسلم موسي بريكات والذي تم اعتقاله في عام 2005 وهو متزوج وله 4 أولاد ومحكوم عليه بالسجن 7 أعوام ونصف العام ونايف سالم تياها والذي اعتقل في عام 2005 ويعاني من اعاقة في اليد بسبب التعذيب الذي تعرض له وممنوع من تناول الأدوية ومحكوم عليه بالسجن 8 أعوام وحسين شحتة بركات واعتقل في عام 2006 ومتزوج ومحكوم عليه بالحبس 11 عامًا وشقيقه عبدالله بركاوار الذي اعتقل في نفس العام ومحكوم عليه بالحبس 14 عامًا وأحمد سوالمة سواركة المعتقل في عام 2009 وهو أعزب ومحكوم عليه بالحبس 9 أعوام سليمان سالم سواركة لمعتقل في عام 2009 وهو أعزب ومحكوم عليه بالحبس 9 أعوام وسلمان بريكات المعتقل في 2006 وهو متزوج وله 4 أولاد ومحكوم عليه بالحبس 8 أعوام.
وضمت قائمة الأسري أيضا محمد شحاتة السيد المعتقل في عام 2004 وهو أعزب ومحكوم عليه بالحبس 14 عاما وسالم علي الترابين المعتقل في 2004 وهو أعزب ومحكوم عليه بالحبس 14 عاما وسالم علي الترابين المعتقل في 2004 وهو أعزب ومحكوم عليه بالسجن 10 أعوام وفريح سلمان بريكات المعتقل في عام 2008 وهو متزوج ولديه 5 أولاد وسعد بريكات المعتقل في عام 2008 متزوج ولديه 4 أولاد ومحكوم عليه بالحبس 10 أعوام ومهنا رميلات المعتقل في عام 2004 أعزب محكوم عليه بالحبس 8 أعوام ونصف العام وياسر سواركة المعتقل في عام 2004 وهو أعزب ومحكوم عليه بالحبس 12 عاما وعلي محمد سواركة المحبوس في عام 2004 ومتزوج ولديه عدة أولاد محكوم عليه بالحبس 9 سنوات وحسين سواركة المعتقل في عام 2008 وزكريا كفارنة الذي يحمل الجنسية الفلسطينية وهو معتقل في عام 2002 ومحكوم عليه بالحبس 20 عامًا أمضي منها 9 أعوام، بالاضافة إلي عاطف قديح المعتقل في عام 2005 ويعاني من فشل كلوي كامل ولم يعالج منه حتي الآن ومحمد السيد المعتقل في 2003 والمحكوم عليه بالحبس 10 سنوات.
ووجه الأسري نداء إلي شعب مصر قائلين »يا شعب مصر الشاهد والشهيد يا شباب ثورة التحرير لقد خرجتم وحطمتم معادلة الظلم التي فرضها علينا أعداء الأمة ودستم بأقدامكم الطاهرة أقوي أشكال الرعب في المنطقة وصدح صوتكم بأعذب نشيد سمعته الآذان وغنيتم بحرية عز نظيرها وسكبتم دمًا مقدسا علي عتبة التحرير فكانت ارادة الله في التغيير معكم. فأسقطتم مرحلة الهزيمة والانكسار ومن خلالكم تنفست أم الدنيا أم العروبة أريج الانتصار وهكذا بصرخاتكم واعتصامكم ورفضكم فتحت صفحة جديدة من صفحات التاريخ المجيد، وأشاروا أن الحلم لم يكتمل والفرحة مازالت منقوصة والكآبة لم تبارح وجوهنا.. إن في مصر العزيزة بيوتا لم تزل معتمة ولم يدخلها نور الحرية ولم تضأ بضياء أتعلمون لماذا.. لأن بعض أبناء مصر مازالوا في الأغلال ومازالت معاصمهم تدميها »الأصفاد«.
وقال الأسري المصريون إن العدو الصهيوني الذي ذبحنا عام 1956م في عدوانه الثلاثي مع القوي المجرمة والعدو وذبح الأطفال في بحر البقر مازال يمعن الإذلال فينا وهو يعتقلنا في سجونه، إننا ومن زنازيننا وسجننا الظالم أهله نطالب الحكومة الشريفة حكومة الثورة وقيادة الثورة وشباب الثورة ومصر الثورة نطالبكم ألا تتركونا في غيابات السجن فنحن محكومون عشرات السنين ومنا المرضي الذين لا يجدون علاجا ومنفيون بعيدا عنكم يا أهلنا، وقد من الله عليكم في حكومة الثورة باعتقال الجاسوس الصهيوني.. وقد طالب الأسري بإجراء صفقة تبادل تضمن تحريرهم من السجن وعدم إطلاق إيلان مجانا وبحسب تأكيد السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجبة الأسبق فإن مصر ستوافق علي الصفقة التبادلية لأن الضغوط التي تواجهها كبيرة جدا والسلطة الحالية غير قادرة علي مواجهتها خاصة أنها تريد أن تمضي بالمرحلة الانتقالية دون خسائر.
وأضاف الأشعل في تقديري أن الضغوط الأمريكية مستمرة وهناك رسائل يومية تصل إلي مصر بضرورة الإفراج عن الجاسوس خاصة أن إسرائيل مازالت تتهكم علي القضية حتي الآن وأمريكا نفسها تشكك في إجراءات القبض علي الجاسوس وهو ما دفعها إلي إرسال عضو بمجلس الشيوخ لمتابعة القضية عن قرب.
لكنه يوضح أن الصفقة تضر بأمن مصر من ناحية الخارج فجرابيل نفسه متهم بأكثر من جريمة غير التجسس وهو ما كشفته التحقيقات، وفي الوقت نفسه فإن المسجونين في سجون إسرائيل محكوم عليهم لارتكابهم جرائم جنائية وهي أقل من جرائم التجسس ولا يصح إجراء صفقة تبادلية في تلك الحالة اللهم إذا كانت صفقة سياسية وفي تلك الحالة سوف تخسر مصر كثيرا وأعتقد أن القضية تسير في اتجاه الموافقة علي إجراء الصفقة خاصة أن إسرائيل لم تتقدم بطلب رسمي حتي الآن وهي في انتظار انتهاء التحقيقات لتقدم هذا الطلب.
السفير سيد أبوزيد مساعد وزير الخارجية السابق للشئون العربية والشرق الأوسط يري أن التحقيقات مع الجاسوس يجب أن تستمر حتي الكشف عن كل خلفيات القضية قبل التفكير في إجراء الصفقة لأن القضية ذات أبعاد أمنية خطيرة.
وقال: من المبكر الآن الحديث عن الصفقة التبادلية إلا بعد الانتهاء من التحقيقات التي ستستمر لعدة أشهر علي الأقل.. وأشار إلي أنه بشكل عام وبعيدا عن ملف الجاسوس يجب إعادة فتح ملف المسجونين المصريين في السجون الإسرائيلية لأن إسرائيل كانت تعتقل من تريد وتلفق له القضايا دون أي محاكمات عادلة، والملف يجب أن يدرس بعناية عن طريق خبراء قانونيين لاستعادة المساجين لأن معظمهم يعاني الأمرين ويمر بظروف صحية سيئة جدا، وأكد أن الصفقة إذا لم تتم لابد من دراسة ملف المساجين ومعرفة حالة كل شخص علي حدة، وإذا رفضت إسرائيل فالمحكمة الدولية تتيح وفقًا لاتفاقية جنيف إعادة محاكمتهم هناك ولكن القضية تحتاج إلي مجهود كبير من وزير الخارجية الجديد ويجب أن يدرس هذا الملف بعناية.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية أسري مصر في سجون تل أبيب
الرئيسية 